فلنعد إلى البصرة حيث نشأت الصوفية، ثم انتقلت منها إلى المدن الأخرى بالعراق، ثم إلى الأقطار المجاورة للعراق، وهكذا حتى انتشرت الصوفية في دنيا المسلمين وهي تتظاهر بالعبادة والزهد.
ولم يطل الزمن - كما يحدثنا شيخ الإسلام - حتى انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة والمرتزقة. وهذه المتصوفة المنتشرة في العالم الإسلامي من أولئك المبتدعة والزنادقة كالحلاج الذي قتل أخيرا لزندقته وابن عربي، وابن الفارض، وابن سبعين، وابن عجيبة، وغيرهم من كبار مشايخ الصوفية، وسيأتي نقل بعض نصوصهم الكفرية إن شاء الله.
وقد شوهت هذه الطائفة (الصوفية) جمال الدين، وغيرت مفاهيم كثيرة من تعاليم الإسلام لدى كثير من المخدوعين الذي يحسنون الظن بكل ذي عمامة مكورة وسجادة مزخرفة وسبحة طويلة، ويستسمنون كل ذي ورم، فأخذوا يحاولون أن يفهموا الإسلام بمفهوم صوفي بعيد عن الإسلام الحق الذي كان عليه المسلمون الأولون قبل بدعة التصوف وبدعة علم الكلام وغيرهما من البدع التي شوشت على السذج وحالت بينهم وبين المفهوم الصحيح للإسلام.