وأما أسماء الله الحسنى فمنها ما هو صالح للعوام فقط ولا يناسب الواصلين كالعفو والغفار ولهم كلام طويل هنا يعرف بالرجوع إلى كتبهم.
ولا أحسب الدرويش أنه يؤمن بالله تعالى ويخشاه ويراقبه إيمانه بالشيخ وخشيته له ومراقبته إياه، لأنه يرى حياته الاجتماعية والمادية والدينية - إن كان له دين - يرى أن ذلك كله مرتبط بالشيخ، وإذا لم يظهر للشيخ - ولو تصنعا - أنه من المخلصين له ولطريقته فسوف يبقى دائما في ذل الدروشة ولا تحصل له الترقية إلى درجة (مريد) حيث يصبح إنسانا له نوع من الاعتبار، ثم لا يتخرج خليفة له شأنه ليعين في مكان معروف بكثرة الزراعة أو بالثروة الحيوانية أو في مدينة معروفة بالتجارة والصناعة ليصبح بعد فترة قصيرة من أثرياء تلك البلدة، وتزداد بذلك ثروة الشيخ الكبير وتتضخم، وبالتالي تستفيد الطريقة من وراء ذلك مادة وصيتا طويلا، وتقدم الطريقة بسخاء الهدايا الثمينة والذبائح السمينة لمشيخة الصوفية، إذ يتقدم الشيخ أمام تلك الهدايا في تيه وكبرياء، ليعلن أنها هدايا من الطريقة التيجانية مثلا، فيرمي الشيخ من وراء ذلك أن يرشح لرياسة مشيخة الصوفية. وهذا بيت القصيد من جميع تلك الحركات.