وهنا من خلال القسم الثاني من الآيات والأحاديث نرى بأن الله يدعونا لعلوم أخرى غير علم الشريعة، فالله يدعونا في كثير من الآيات أن نسعى لدراسة جسم الإنسان (أي الطب البشري) حتى نتبين آيات الله وإعجازه في خلقه حتى نبين ذلك للناس، ونثبت لهم عظمة الله ووجوده وصحة الشرع الإسلامي لمن يبطل الحق، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام يأمرنا بذلك - أي بدراسة الطب وتطبيب الناس بها - وفي أحاديث كثيرة يقول الرسول العديد من الوسائل الطبية للعلاج من تلك التي لا يمكننا استخدامها الآن، إلا بوساطة طبيب متخصص عنده علم شرعي، فالسؤال (الجزء الأول):
هل أن العلم الذي يثيب الله عليه الإنسان ويرفعه الدرجات العلا به، ويجعله في المرتبة الرابعة في الجنة بعد الأنبياء والرسل هو العلم الشرعي - أي الديني - فقط، وبالتالي دارس الطب الذي يعمل في سبيل الله، لا حظ له ولا نصيب، أم أن العلم المقصود في الآيات وفي الأحاديث هو كل علم درسه الإنسان وفقا للشروط الآتية: أ- فائدة الإسلام والمسلمين.
ب- نية الإثابة من الله عز وجل.
جـ - الوصول لحقائق إيمانية جديدة وبيانها للناس حتى تزيد قوة إيمانهم.
د- زيادة الإيمان من رؤية آيات إعجاز الله في خلقه وفي الكون.
مع الأخذ بعين الاعتبار بأن أي دارس لأي علم يكون عنده الحد الأدنى من العلم الشرعي المفروض عليه، وبالتالي الجزء الثاني من السؤال:
إذا كان الإنسان درس وما زال يدرس الحد الأدنى المفروض عليه من العلم الشرعي، وأراد بعدها أن يدرس الطب البشري في سبيل الله لعلاج المسلمين والوصول لحقائق إيمانية جديدة بربطه مع العلم الشرعي، فهل يدخله الله في الإثابة كطالب العلم الشرعي، أي هل يثيبه الله حسب جهده ومقدار علمه، مهما كان، طالما هو في سبيل الله، أم أن العلم الشرعي يحتل المكانة الأولى في الإثابة وتليه العلوم الأخرى كالطب وغيره.
الجزء الثالث:
إذا كان دارس الشريعة له الفضل الأكبر من دارس الطب، مع العلم بأن كلا منهما يريد وجه الله في علمه وعمله، فما ذنب دارس الطب أن يضيع عليه هذا