للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (١)، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (٢).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله (٣)».

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (٤) {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (٥)، ولما كان أفضل الذكر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (٦)»، ولما كانت هذه الكلمة العظيمة لا إله إلا الله لها هذه المنزلة العالية من بين أنواع الذكر، ويتعلق بها أحكام، ولها شروط، ولها معنى ومقتضى، فليست كلمة تقال باللسان فقط، لما كان الأمر كذلك آثرت أن تكون موضوع حديثي في هذه الكلمة المختصرة، راجيا من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهلها المستمسكين بها والعارفين لمعناها، العاملين بمقتضاها ظاهرا وباطنا.

وسيكون حديثي عن هذه الكلمة في حدود النقاط التالية:

مكانة لا إله إلا الله في الحياة، وفضلها، وإعرابها، وأركانها وشروطها ومعناها، ومقتضاها، ومتى ينفع الإنسان التلفظ بهذه الكلمة، ومتى لا ينفعه ذلك. . فأقول مستعينا بالله تعالى: -

١ - أما مكانة هذه الكلمة: فإنها كلمة يعلنها المسلمون في أذانهم وإقامتهم وفي خطبهم ومحادثاتهم، وهي كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله رسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه، ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت


(١) سورة الحج الآية ٢٨
(٢) سورة البقرة الآية ٢٠٣
(٣) رواه مسلم.
(٤) سورة الأحزاب الآية ٤١
(٥) سورة الأحزاب الآية ٤٢
(٦) رواه الترمذي.