الرواية التي ذكر العجلوني في (كشف الخفا) أن النجم - أي محمدا نجم الدين الغزي - ذكرها أي في كتابه (إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن) وعزاها إلى البيهقي فهي عند البيهقي في شعب الإيمان، وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا علي بن عيسى، حدثنا أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار النيسابوري، حدثنا أيوب بن الحسن، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك بالمدينة، حدثنا سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة» وهذه الرواية مدارها على أبي المثنى سليمان بن يزيد الكعبي، وهو شيخ لا يحتج بحديثه. . وروايته عن أنس منقطعة. أوضح ذلك الحافظ ابن عبد الهادي في [الصارم المنكي] ص٢٣١ ونص كلامه على هذا الحديث مداره على أبي المثنى سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي المديني، وهو شيخ غير محتج بحديثه وهو بكنيته أشهر منه باسمه ولم يدرك أنس بن مالك. فروايته عنه منقطعة غير متصلة، وإنما يروي عن التابعين وأتباعهم، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات في أتباع التابعين وأتباعهم، وذكره أيضا في كتاب المجروحين، قال في كتاب الثقات سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي من أهل المدينة، يروي عن عمر بن طلحة، روى عنه ابن أبي فديك، هكذا ذكره، وقال في كتاب المجروحين: أبو المثنى شيخ يروي عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الله بن نافع الصائغ يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار. روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم (١)» وذكر الحديث، ثم قال: حدثنا ابن سالم ببيت المقدس، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا أبو المثنى عن هشام بن عروة: هكذا ذكره في كتاب المجروحين ولم يذكر اسمه، قال الدارقطني في الحواشي على هذا الكتاب: اسم أبي المثنى هذا سليمان بن يزيد الكعبي مديني، وقال في كتاب العلل هو ضعيف.
(١) سنن الترمذي الأضاحي (١٤٩٣)، سنن ابن ماجه الأضاحي (٣١٢٦).