للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان أكثر حيادا من سائر المؤلفين، وإنما لأنه صاحب قائد تلك المعارك وشاهد أكثرها، وبذلك جاء كتابه فريدا في بابه ودقيقا في سرد الحوادث.

والكتاب يعرفنا بالإمام أحمد وأنه كان أحد فرسان الجراد أبون بن آدش ملك البلاد، وأنه كان ذا عقل ورأي وشور، وكان الجراد أبون يحبه حبا شديدا، فلما قتل الجراد أبون وتولى البلاد السلطان أبو بكر بن محمد من بيت سعد الدين، واجتمع عليه المفسدون وقطاع الطريق وظهرت الخمور وانتشر المنكر، أنكر عليه الأشراف والعلماء ذلك، ونفر منه الصالحون من رجال الدولة، فخرج الفارس أحمد جران ومعه بعض الموالين له من أجناد الجراد أبون بن آدش وتجمعوا في هويت، وأمروا عليهم الجراد عمر دين - وبدأوا في مبادلة بطارقة الحبشة غارة بغارة، وانتصروا في مواقع كثيرة، ولكن ذلك لم يرق للسلطان أبي بكر سلطان هرر، لخوفه من استفحال أمر هذا الفارس وجماعته فيناصبه العداء، ويلتقي الفريقان وينتصر الفارس ثم يعقد الصلح بينهما، ولا يكون من السلطان وفاء بالعهد فيلتقيان مرة أخرى وينتصر الفارس ويعقد الصلح على أن تكون البلاد بينهم بالسوية السلطان لأبي بكر والإمارة للفارس أحمد على أن يتولى شئون الغزو والجهاد، ولكن السلطان يعود للغدر فيقتله الفارس ويولي أخاه الجراد عمر دين مكانه في السلطنة، ثم يقوم الفارس بتصفية الخلافات بين القبائل المسلمة وبخاصة الصومالية لكي يتفرغ لمهام الجهاد، ورد غارات الأحباش التي تكررت.

ولما بدا له أن الجنود الإسلامية قادرة على تأديب صليبية الحبشة أخذ يعد الخطط لغزو الأقاليم الحبشية، فراسل القبائل وجمع الجموع وبدأ بإرسال السرايا بقيادة أمرائه إلى الأقاليم الحبشية، فكانت تغير وتعود بالغنائم والأسلاب بعد أن تنتصر في لقاءاتها مع بطارقة الحبشة، ويتحدث الكتاب عن حملات خمس: