للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاتقاه بدرقة (١) فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله (٢).

والصحيح الذي عليه أكثر أهل السير وأهل الحديث أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه هو الذي قتل مرحبا اليهودي بخيبر (٣).

وبرز أسير اليهودي، وكان رجلا أيدا، وكان إلى القصر، فجعل يصيح: " من يبارز؟ "، فبرز له محمد بن مسلمة، فاختلفا ضربات، ثم قتله محمد بن مسلمة (٤).

وكان يهود خيبر في حصونهم يرمون المسلمين بالسهام، ويحاولون قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فكان محمد بن مسلمة، فيمن ترس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال محمد بن مسلمة: " كنت فيمن ترس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت أصيح بأصحابه: تراموا بالحجف! (٥)، ففعلوا فرمونا حتى ظننت ألا يقلعوا، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بسهم، فما أخطأ رجلا منهم، وتبسم إلي رسول الله، صلى الله عليه وسلم وانفرجوا ودخلوا الحصن " (٦).

وحين استسلم أحد الحصون عنوة للمسلمين، دفع النبي صلى الله عليه وسلم كنانة بن أبي الحقيق، إلى محمد بن مسلمة، فقتله بأخيه الشهيد محمود بن مسلمة (٧) الذي استشهد في تلك الغزوة، وأخذ سهمه من الأرض واشترى من غيره أيضا (٨) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر سأله يهود فقالوا: "يا محمد! نحن أرباب النخل وأهل المعرفة بها "، فساقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر على شطر من التمر والزرع، وكان


(١) الدرقة: الترس من جلد ليس فيه خشب ولا عقب.
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ٣٨٣ - ٣٨٥) وانظر مغازي الواقدي (٢/ ٦٥٤ - ٦٥٧) والدرر (٢١١ - ٢١٢).
(٣) الاستيعاب (٣/ ١٣٧٧) وأسد الغابة (٤/ ٥٣٣).
(٤) مغازي الواقدي (٢/ ٥٦٧).
(٥) الحجف: جمع الحجفة، وهي الترس من جلود بلا خشب ولا رباط من عصب.
(٦) مغازي الواقدي (٢/ ٦٢٢).
(٧) مغازي الواقدي (٣/ ٦٧٢ - ٦٧٣) وابن الأثير (٢/ ٢٢١).
(٨) مغازي الواقدي (٢/ ٩٦٠).