للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سعد: " إني لأول رجل أهرق دما من المشركين. ولقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، وما جمعهما لأحد قبلي، وقد رأيتني خمس الإسلام، وبنو أسد تزعم أني لا أحسن أصلي، وأن الصيد يلهيني " (١).

وخرج محمد بن مسلمة بسعد وبخصومه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حتى قدموا عليه، فأخبره الخبر، فقال: " يا سعد! ويحك كيف تصلي؟ "، قال سعد: " أطيل الأوليين وأحذف الأخريين "، فقال عمر: " هكذا الظن بك "، ثم قال: " لولا الاحتياط لكان سبيلهم بينا " (٢).

وعزل عمر سعدا سنة إحدى وعشرين للهجرة (٣) (٦٤١م) وولى عمار بن ياسر مكانه، ولم يعزل سعدا عن عجز أو خيانة، كما قال عمر، (٤) فاتهم أهل الكوفة عمار بن ياسر بالضعف وأنه لا علم له بالسياسة، فعزله عمر وهو يقول: " من عذيري من أهل الكوفة! إن استعملت عليهم القوي فجروه، وإن دليت عليهم الضعيف حقروه! " (٥).

جـ - وكان عمر بن الخطاب يرسل محمد بن مسلمة إلى عماله ليأخذ شطر أموالهم لثقته به، (٦) وقد بعثه عمر إلى عمرو بن العاص عامله على مصر، فقاسمه ماله (٧).

لقد كان عمر يكتب أموال عماله إذا ولاهم، ثم يقاسمهم ما زاد على ذلك، وربما أخذه منهم، فكتب إلى عمرو بن العاص: " أنه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر "، فكتب إليه عمرو: " إن أرضنا أرض


(١) الطبري (٤/ ١٢١ - ١٢٢) وانظر المعارف لابن قتيبة (٢٤٢).
(٢) الطبري (٤/ ١٢٢) وابن الأثير (٣/ ٦).
(٣) العبر (١/ ٢٥).
(٤) فتح الباري بشرح البخاري (٧/ ٥٥).
(٥) البلاذري (٣٩٣) وتاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي (٨٨).
(٦) أسد الغابة (٤/ ٣٣٠).
(٧) الإصابة (٦/ ٦٤).