كانت نقطة التحول الحاسمة في حياتي ودخولي الإسلام هي قراءتي نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم، أتت هذه القراءة بعد عملية تحضيرية وبحث استمر عدة سنوات كنت أنظر خلالها في الحياة، وأبحث ولا أجد جوابا شافيا لما يعتمل في نفسي ويدور بخلدي من تساؤلات، لم أتوصل إلى إجابة تروي غليلي وتريحني من إلحاح الأسئلة المتكاثرة التي كانت تعن لي دوما، ورحت أبحث في البوذية وغيرها من الأديان، وانتهيت إلى لا شيء، ولم يكن من علاج للضياع في كل ما اطلعت عليه في مختلف الأديان التي رحت أبحث عن العلاج والحصول على إجابة شافية من خلالها، وكنت قد نشأت في مجتمع نصراني، ولا أمارس أي اهتمام لا سيما بعد أن تركت الدراسة، كما أنني لم أمارس شيئا من طقوس البوذية كذلك، وأسفر كل ذلك البحث عن عدم القناعة وعدم الشعور بالارتياح، مع بقاء الأسئلة التي تلح علي دونما إجابة، كل ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه في عالم الشهرة، وأصبحت يشار إلي بالبنان لبلوغي أوج شهرتي، وخبرت الناس وتمرست بالحياة، ونظرت إلى أهداف الناس في هذه الحياة، وكذلك هدفي أنا وطموحي فيها، ولكن لم يكن إلا مجرد الضياع والسراب والفراغ، وكنت أشعر أن الحياة قد أصبحت مجرد هيكل فارغ لا ينضوي تحته أي مضمون، وكانت النقطة الحاسمة ولحظة الإشراق والتنوير في نفسي عندما قرأت القرآن الكريم، ولأول مرة في حياتي بدأت أجد الإجابة على التساؤلات الملحة، بدأت أفهم من أنا وأعرف دوري في الحياة، وأعرف المطلوب مني وكيف أؤديه، وكيف ينبغي علي أن أسير في الحياة.
فكان الجواب الشافي الشامل لما يعتمل في النفس وما يتردد في الصدر من خلال قراءتي لكتاب الله العزيز ثم دخولي في الإسلام.
س: هل قرأت القرآن الكريم باللغة العربية؟ أو في الترجمة لمعانيه؟ قرأته مترجما، وكانت الترجمة ربما باسم " هاشم أمير علي " أو قريبا من هذا الاسم، وبعد ذلك قرأت ترجمة معانيه " لعبد الله يوسف علي " وعليها شروح وتعليقات، وكانت الأخيرة نقلة وخطوة مباركة إلى الأمام حيث كنت من خلالها أفهم ما أقرأ.