للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتمرسوا به ويصير سهلا عليهم القيام بمتطلبات هذا الدين، فهم في حاجة إلى نموذج يحذون حذوه وينسجون على منواله، وقلما يجدونه، فالمسلمون الجدد يريدون أن يتعلموا مبادئ الإسلام حتى لا يبقى إسلامهم مجرد نطق لفظي بالشهادتين فقط، ومع ذلك فلا مكان لهم ولا يوجد من يعلمهم العربية ولا الإسلام ولذلك فنحن نحاول بالقدر المستطاع وعن طريق لقاءاتنا في المركز الإسلامي، نحاول الارتقاء بالدعوة ونبحث في سبل النهوض بالإسلام وتلافي أسباب العجز والقصور ونحاول تعريف المسلمين بدينهم وتثبيتهم عليه وتعليمهم ما ينبغي عليهم كمسلمين، ولكنها تبقى محاولات، ولمن نترك هذه المحاولات، فإنها أقصى ما نستطيعه، وهي تكليفنا، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، أما الذي اتبع معي عندما دخلت في الإسلام فبكل صراحة، لم يفعل معي أي شيء إيجابي، بل أنا الذي كنت أسعى لمعرفة ما يتوجب علي، ولم يبادر أحد لإرشادي وتوجيهي في بداية خطوي في هذا الدين العظيم.

ونحن نحاول توسيع دائرة أنشطتنا للحفاظ على الداخلي في الإسلام وتثبيتهم والارتقاء بهم.

ولا أدري لم يتقاعس أهل الحق عن مساعدة من دخل الإسلام، دين الله الحق، وكأني بهم قد استغنوا عما عند الله وما أعده لهم، بينما يسارع أهل الباطل بكل ما وسعهم ويبادرون لنصرة من دخل في باطلهم لتثبيته على الباطل، وأساليبهم في ذلك واضحة لكل ذي عينين ومن كان له قلب، وانظر مثلا إلى جهود التبشير والمبشرين، حتى المستقلين عن الكنيسة وغير المرتبطين بها، ما هو موقفهم عندما يدخل إنسان في النصرانية، أو حتى قبل دخوله، وبمجرد أن يروا منه أنه يحبذ النصرانية أو يفكر في الاطلاع عليها أو التأثر بها، إنها لمسألة خطيرة إذا أنعمنا فيها النظر وأمعناه يصعق الإنسان من هول نتيجة المقارنة بين موقف أهل الباطل وموقف أهل الحق، كل في تأييد الداخلين في منهجهم.

حتى بالنسبة للزكاة، لا يحصل المسلمون الجدد على شيء منها، الكثير من المسلمين يؤدون زكاة أموالهم، ولكنهم يرسلونها خارج إنجلترا، في الوقت الذي يوجد فيه إخوانهم المسلمون في الداخل، من حولهم في حاجة شديدة إلى هذه الأموال،