وأصبح في النور فأنا في النور أعرف نفسي ومن أنا وما هي غايتي وغير ذلك، أما قبل الإسلام فلقد قلت لك، كنت في الظلام ولا أعرف شيئا مما كان في ذلك الظلام، كمن طلب إليه أن يصف محتويات غرفة دخلها وهي حالكة الظلام ثم خرج منها، فهذا مثلي لا أعرف شيئا ولم أر شيئا لأصفه، بل لأكثر من ذلك، إنني فعلا ولدت من جديد بعد اعتناق الإسلام، ويوم دخولي في الإسلام هو يوم مولدي على الصحيح، فأنا لا أعرف كيف كنت قبل أن أولد، أما الآن فالحمد لله أعرف من أنا وماذا يجب علي وكيف تسير الأمور، بل كيف يجب أن تسير، وأفعل كل شيء لهدف ولأن هذا الشيء مطلوب مني لأنه مرضي عنه من الله عز وجل.
س: هل كان لك اتصال بالكنيسة أو ببعض القساوسة قبل اعتناق الإسلام؟
لم تكن لي أي علاقة بالكنيسة ولا بالقساوسة على الإطلاق، وفي بعض الأوقات كان يطرق بابي بعض النصارى " المبشرين " ويدعوني إلى النصرانية، ولم تكن دعوتهم تهمني في قليل أو كثير حيث لم أكن مهتما بالنصرانية، فكنت أصرفهم حيث لا حاجة لي بهم ولم يكن عندي ما أسألهم عنه، ولم يكن هناك ما ألتقي معهم عليه، فكانوا ينصرفون دون أن أسمع منهم شيئا وكانوا يحاولون المرة تلو المرة أن يدعوني، تماما كما يفعلون مع غيري إذ أنهم يتمتعون بنسبة كبيرة من النشاط والمثابرة في الدعوة إلى النصرانية، ويحرصون على مواصلة جهودهم التبشيرية بشغف.