للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: ما هو الفرق الجوهري الذي لمسته بين النصرانية والإسلام؟

في الإسلام تجد مشيئة الله وقدرته ظاهرة، فكل شيء يسير بأمر الله، والإسلام هو الذي يعطيك هذا التفسير، وترى في ظل الإسلام انتظام حركة الكون ومسيرة الكائنات والأفلاك والأجرام السماوية وكل ما على الأرض، تراه من صنع الله تعالى ووفق مشيئته، وليس لك أن تعرف ذلك، ولا سبيل إليه إلا عن طريق الإسلام، نعم هناك قوى إلهية ونظام محكم، ويسخر كل شيء وفقا لهذه القوى وذلك النظام، فلا تغير ولا تبديل، أعني أنك ترى عمل الله في الكون، وترى الكون كله منتظما بأمر الله، لا شذوذ ولا اختلاف ولا اضطراب، وإنما ذلك من آيات الله، ولا يعرف ذلك إلا المسلمون، فتجد في الإسلام تفسير ذلك وكل شيء يسير وفق تدبر علوي محكم يفسره لك الإسلام.

بينما في ظل النصرانية لا تجد شيئا من ذلك ألبتة، رغم أن الكون وما فيه، كل شيء في هذا الكون مشاهد بالنسبة للمسلمين والنصارى، ولكن الدين الإسلامي يعطيك الجواب عن كل شيء، بينما لا تجد شيئا من ذلك في النصرانية ألبتة، ليس في النصرانية ما يفسر لك لماذا يتم هذا الشيء بتلك الطريقة، لا تجد تفسيرا لشيء عندهم، كل يعطيك شيئا من عند نفسه يتعارض مع ما تسمعه من غيره، بل يعطيك اليوم شيئا لتفسير مسألة ما، ويعطيك، هو نفسه، غدا شيئا آخر لتفسير نفس المسألة، وكأن المسألة عندهم لا تعني إلا مجرد خبط عشوائي لا ضابط له ولا رابط. فالإسلام يعطيك جوابا شافيا عن كل سؤال يعن في نفسك أو يلوح لك في الأفق، بل الجواب موجود قبل أن تفكر أنت في السؤال أو قبل أن يدخل ذلك الشيء في دائرة حسك وإدراكك، الإسلام يدلك على كل شيء بينما النصرانية تضلك، ولا تعطيك تفسيرا صحيحا ولا تدلك على حكمة الله وعظيم صنعه في الكون والخلق والخليقة وحسبك بهذا من فرف جوهري يلمسه المرء بنفسه.

س: ما هو الفرق الذي تشعر به بين حياتك قبل اعتناق الإسلام وبعده؟

حياتي الآن واضحة هادئة مستقرة، أعلم كل شيء فيها، وأعرف كل أموري وكيف تسير حياتي وبعد دخولي في الإسلام، فإنني أشبه شيء بإنسان خرج من الظلام