للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليقة بالألوهية فكل منهما لا يبغي على الآخر للحاجز الذي بينهما، وهي البرزخية العظمى التي هي مقامه صلى الله عليه وسلم، فالوجود كله عائش بدوام بقائه تحت حجابيته صلى الله عليه وسلم استتارا به عن سبحات الجلال التي لو تبدت بلا حجاب لاحترق الوجود كله وصار محض العدم في أسرع من طرفة عين، فالألوهية قائمة في حدودها، والخليقة قائمة في حدودها كل منها يلتقيان ولا يختلطان للبرزخية التي بينهما لا يبغيان، أعني لا يختلط أحدهما على الآخر. انتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه من حفظه ولفظه.

(وسألته رضي الله عنه) عن دائرته صلى الله عليه وسلم (فأجاب) رضي الله عنه بقوله هي دائرة السعادة التي وقع عليها قوله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١). . قال البوصيري رضي الله عنه " ولن ترى من ولي غير منتصر " البيت. كل من لم ينتصر بالنبي صلى الله عليه وسلم لا حظ له في ولاية الله وهو معنى قول الشيخ رضي الله عنه لن ترى من ولي. . . . إلخ. اهـ.

هذه طامة أخرى طامة التلاعب بآيات القرآن وتحريفها عن مواضعها، وتأويل لها بما لا تدل عليه في لغة العرب، بل بما تمجه العقول السليمة ويسخر منه أولوا الألباب.

ذكر عمر بن سعيد الفوتي أن الشيخ أحمد التجاني قال ذات ليلة في مجلسه (٢). أين السيد محمد الغالي فجعل أصحابه ينادون أين السيد محمد الغالي على عادة الناس مع الكبير إذا نادى أحد، فلما حضر بين يدي الشيخ قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: قدماي هاتان على رقبة كل ولي


(١) سورة يونس الآية ٦٢
(٢) ص ١٥، ١٦، ١٧ من جـ٢ من كتاب الرماح