لله تعالى، وقال سيدي محمد الغالي وكان لا يخافه؛ لأنه من أكابر أحبابه وأمرائهم: يا سيدي أنت في الصحو والبقاء أو في السكر والفناء، فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: أنا في الصحو والبقاء وكمال العقل ولله الحمد. وقال: قلت ما تقول بقول سيدي عبد القادر رضي الله عنه قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى، فقال صدق رضي الله عنه يعني أهل عصره، وأما أنا فأقول قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور، قال فقلت له يا سيدي فكيف تقول إذا قال أحد بعدك مثل ما قلت، فقال رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به: لا يقوله أحد بعدي، قال: فقلت يا سيدي قد حجرت على الله تعالى واسعا ألم يكن الله تعالى قادرا على أن يفتح على ولي، فيعطيه من الفيوضات والتجليات والمنح والمقامات والمعارف والعلوم والأسرار والترقيات والأحوال أكثر مما أعطاك؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: بلى قادر على ذلك وأكثر منه، لكن لا يفعله لأنه لم يرده، ألم يكن قادرا على أن ينبيء أحدا ويرسله إلى الخلق ويعطيه أكثر مما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت بلى لكنه تعالى لا يفعله لأنه ما أراده في الأزل، فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: هذا مثل ذلك ما أراده في الأزل ولم يسبق به علمه تعالى، فإن قلت ما صورة برزخية القطب المكتوم المعبر عنه عند العارفين والصديقين وأفراد الأحباب وجواهر الأقطاب، بجواهر الجواهر، وبرزخ البرازخ والأكابر، (فالجواب) والله تعالى الموفق بمنه للصواب اعلم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن الحضرات المستفيضة سبع: الأولى، حضرة الحقيقة الأحمدية وهي في جواهر المعاني غيب من غيوب الله تعالى فلم يطلع أحد على ما فيها من المعارف والعلوم والأسرار والفيوضات والتجليات والأحوال العلية والأخلاق الذكية فما