١٠ - وقال مالك: بلغني أن عمر بن الخطاب كان يقول: سنت لكم السنن وفرضت عليكم الفرائض وتركتم على الواضحة إلا أن تميلوا بالناس يمينا وشمالا (١).
من هذه الأدلة وغيرها مما لا يحصى كثرة يظهر أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم كانوا يحثون على التمسك بالسنن التي جاءت عن الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما كانوا يشددون في النهي عن البدع وينفرون منها؛ لأنها كما هو واقعها زيف في الدين وخبث إذا داخله عكر صفوه وشوه جماله. ولولا خوف الإطالة لاستقصيت كافة الأدلة من الكتاب والسنة والمأثور عن السلف الصالح، ولكني أكتفي بما أوردت وأحيل من أراد التوسع والاستقصاء على بعض أمهات المراجع التي أفاضت في سرد الأدلة في هذا الصدد، مثل: كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي، وإغاثة اللهفان للإمام ابن القيم، وتلبيس إبليس لابن الجوزي. ففيها ما يشفي الغليل، جزى الله مؤلفيهما خير ما يجزي به العلماء العاملين.