وشكره سبحانه يكون بإقامة عيد سنوي لميلاده، وفي هذا العيد يتلى القرآن، ويذكر الناس بفضل الله: حيث بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا؛ فلهذا وذاك يكون عيد المولد النبوي سنة حسنة مندوبة.
أما الرأي الصحيح وهو رأي من يعتد به من العلماء فهو أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من البدع المذمومة في الدين للأمور الآتية:
١ - لأن السلف من الصحابة والتابعين لم يستحسنوها، ولم يفعلوها حيث لم ينقل عن أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أو بعضهم أحيا هذه الفعلة، وأقام عيدا بمناسبة ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم، ولو حصل هذا لنقل إلينا؛ لأنه يتعلق بأمر يهم الأمة في دينها ورسولها.
وذلك كما نقلوا أقواله وأفعاله في العيدين وفي رمضان والتراويح وليلة القدر وصيام ست من شوال وصوم عاشوراء ونحوه.
٢ - أن هذا العيد داخل تحت المحدثات المذمومة في الدين مثل قوله صلى الله عليه وسلم «وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة (١)». ٣ - ومما يدل على أنها بدعة مذمومة ما ثبت بالتجربة والتتبع التاريخي: أن إحياء المولد كل عام قد زاد الجهال من المسلمين بعدا عن دينهم وتشويها لسنة نبيهم؛ حيت صاحب هذه الموالد منكرات يشيب لهولها الوليد، ويتقطر قلب المسلم الغيور حسرة وأسفا على ما يرتكب باسم الرسول، وما يقترف على الإسلام باسم إكرام رسول الإسلام أمثال:
١ - إضاعة الأموال وارتكاب مزيد من المحرمات كالمبالغة في إنارة
(١) سنن أبو داود السنة (٤٦٠٧)، سنن الدارمي المقدمة (٩٥).