للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

[الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى]

د. محمد بن سعد الشويعر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد: -.

فمنذ خلق الله الإنسان والصراع قائم بينه وبين الشيطان، ثم ازداد الأمر مع ذريته. الشيطان وأعوانه من الجن والإنس، يريدون إغواء بني آدم وصرفهم عن المنهج القويم. ونصب الحبائل لإبعادهم عن أمر الله وشرعه، وعن طاعة رسله واتباع كتبه التي أنزل، والمؤمنون من بني آدم يأتمرون بأمر الله ويتبعون رسله ويعملون بما أنزل عليهم، فهم عباد الله المخلصون له، الذين حماهم الله من الشيطان وحبائله، وأشد الناس عداوة وحسدا للمسلمين هم اليهود والذين أشركوا، وذلك لعداوتهم لله وتحديهم لرسالاته ووقوفهم ضدها، وكراهيتهم لأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، يقول الله تبارك وتعالى مخبرا عن اليهود وعدائهم للمسلمين، وأنهم متلازمون في هذا يعنى اليهود مع الملاحدة وعبدة الأوثان {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (١) {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (٢).


(١) سورة المائدة الآية ٨٢
(٢) سورة المائدة الآية ٨٣