للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول تبارك وتعالى مخبرا عما حل بهم بعد أن تجاوزوا الحد في المعصية والمعاندة: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (١).

وكما حرص اليهود في بث السموم والعداء للديانة النصرانية، وفي وقوفهم ضد عيسى والحواريين فإن مواقفهم مع محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة معروفة في كتب السير، وسجلها التاريخ، بل أبان القرآن نماذج من حوارهم وعنادهم في أكثر من موضع، كما رصدت من قبل كثير من كتب النصارى وتأريخهم مواقف للعداء المستحكم بين اليهودية والنصرانية.

وبدءوا أسلوبا جديدا في حربهم للإسلام على يد عبد الله بن سبأ اليهودي الذي دخل الإسلام ظاهرا، أما باطنه فكان الإضلال والمباعدة بين المسلمين ودينهم، فأنشأ الفرقة البأية، وكان مما فتن الناس فيه قوله: بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يقتل وإنما هو حي في السحاب، ولو أتيتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (٢).


(١) سورة البقرة الآية ٦١
(٢) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ج٥ ص ٣٦.