للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم وهو من أقواها (١).

فالصراع بين الحق والباطل قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد أخبر الصادق المصدوق في حديث رواه عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري رضي الله عنه، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «اعدد يا عوف ستا بين يدي الساعة: أولهن: موتي، والثانية: فتح بيت المقدس، والثالثة: موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل مقاص الغنم، والرابعة: فتنة تكون في أمتي وعظمها، والخامسة: يفيض المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخطها والسادسة: هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيسيرون إليكم على ثمانين غاية، قلت: ما الغاية. قال: الراية تحت كل راية اثنا عشر ألفا (٢)».

ولعل من تلك الرايات موجة الإلحاد التي حرص أعداء الإسلام على نشرها بين المسلمين لتشكيكهم في قدرة الإسلام على مسايرة الحياة الحاضرة من مالية وتربوية وعلمية وأمنية وغيرها بعد أن خسروا الحوار الجدلي بين الإسلام والنصرانية التي يدعون إليها.

إذ بدأ رجال خدموا الكنيسة وفي مناصب قيادية، يندسون في بعض المجتمعات الإسلامية لإظهار - أولا: تمردهم على الكنيسة التي وجدوا تعليماتها وطقوسها لا تتفق مع منطق العقل ولا مع متطلبات العصر، وما فيه من مستحدثات.


(١) راجع الفصل ج١ ص١٥.
(٢) راجع هذا الحديث بكماله في الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل ج٢٤ ص ٢٤ - ٢٥.