للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثانيا: وهذا هو هدفهم الأساسي لصرف المسلمين عن دينهم، بالمعادلات التي لمسوها في عقائد أصحاب الديانات الأخرى، فينصرف إليهم من لا خلفيات عقائدية أو علمية لديه في أمور الدين الإسلامي. وسوف أضرب في هذا الموقف مثالا واحدا، من الأمثلة الكثيرة التي تنتشر في العالم الإسلامي بأسره، ولدى الأقليات الإسلامية في أوروبا وأميركا وأستراليا مما يوجب اتخاذ عمل جماعي وموحد، لتبصير أبناء الإسلام بما يراد بهم، وتوضيح تلك الشبهات المطروحة أمامهم لصرفهم عن دينهم، وشاهده من كتاب الله قول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (١).

ومما لا شك فيه أن العالم الغربي والشرقي يمر بمرحلة إلحادية عارمة نشأت عن الشيوعية والعلمانية، حيث التمسوا في متاهاتهم الفكرية، ما يحل قضاياهم المتشابكة، فأصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، حيث التجئوا للإلحاد للتمرد على الكنيسة وظلمها.

ومصداقا لقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (٢).

أجد أن الحالة التي سأذكر هنا، وهي نموذج لحالات كثيرة تخرج هنا وهناك عن أولئك القوم، تعطي فكرة عن الجهود التي تبذل لإخراج المسلمين عن جادة الصواب، التي هي منهج الإسلام، إلى متاهات


(١) سورة البقرة الآية ١٠٩
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٠