للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوضوية، لكي يقولوا لبني جلدتهم بلسان الحال والمقال: إن المسلمين أيضا قد شعروا بالضجر الذي مر بنا، فتركوا دينهم، فتغتنم ذلك الكنيسة لتكثيف التبشير، وجذب أولئك البشر روحانيا وعقائديا إليها؛ لأن النفس البشرية مهما ابتعدت بالإلحاد والانصراف، فهي في حاجة إلى الانتماء العقائدي لأي شيء يطرح أمامها.

وهي والله مكيدة يمكرون من ورائها بالمسلمين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (١) ليخرجوهم من الإسلام بالبعد عن مصدري التشريع فيه، ثم جذبهم لتعاليم الكنيسة.

فلقد وصلتني من أحد الأخوة الغيورين على دينهم من دبي - بدولة الإمارات العربية المتحدة، رسالة قد أرفق معها كتابا باللغة المليبارية بالهند واسمه: القرآن دراسة انتقادية من تأليف: جوزف ايدا ماروك. وقد صدر هذا الكتاب في شهر يوليو عام ١٩٨٢ م.

يقع الكتاب في ١٧٤ صفحة باللغة المليباريه، أما ترجمته إلى اللغة العربية فتقع في ٧٩ صفحة.

وقد نشرت هذا الكتاب جمعية النشر الإلحادية الهندية، ودار الكتب الزندقية هناك برقم (١) واحد. مما نستنتج معه أن هذه الجميعة جديدة التكوين، وجديدة النشاط أيضا، وأنها مركزة علمها في منطقة إسلامية في الهند، وبلغة أكثر من يتكلمها المسلمون.

وقبل أن نعطي فكرة عن الكتاب ومداخل المؤلف في التلبيس، فإن القارئ المسلم يجدر به أن يعرف شيئا عن المؤلف وأعماله حتى يتقي


(١) سورة الأنفال الآية ٣٠