للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعقيب:

ولعل لنا في اعتبارهما مرحلتين فهما جعلنا نعتبر الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب امتدادا وتجديدا لمرحلة ابن تيمية، وذلك أننا نلحظ في الكتب التي صنفت في العقائد بعد الشيخ ابن عبد الوهاب، نلحظ فيها تشابها كبيرا مع ما حملته إلينا رسائل ابن تيمية وفتاواه، وهذا ليس بمستغرب، بل هو الطبيعي؛ لأن الهدف من هذه الحركة الإصلاحية إنما هو تجسيد عملي لما تغياه ابن تيمية في جهاده في عصره.

ولعل ما قدمناه من ظروف المرحلتين وتشابههما إلى حد كبير يصلح إجابة للسؤال الذي انطلق من ملاحظة المؤلفات ذات الاهتمام بالعقيدة السلفية، فتفرق الفرق واضطراب الأحوال ووجود أصحاب الأهواء، وانتشار البدع، وادعاء المهدية والنبوة، ثم فساد أحوال العلماء نتيجة المعصية المهدية وتسرب لعصم الأفكار من الترجمة إليهم في المرحلة الأولى، وطلبا للدنيا، وفقدانا لرسالة العلم، وأمانة العالم في المرحلة الثانية، وكذ الأولى.

كل هذا في جو مضطرب لا تقدم الدولة فيه عملها الأساس في الحفاظ على دينها، هذا وغيره من أسباب جعلت العلماء المخلصين لدينهم وأمتهم