يقدمون ما يستطيعون في باب خدمة عقيدة السلف الصالح، إيمانا منهم بأن هذه الأمة لن يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها، وقد كان التزام الناس بالإسلام أول عهدهم به وزمن الرسول والراشدين من بعده، سببا أساسيا في حضارة الأمة وريادتها الأمم الأخرى، وبقدر ما انحلت رابطة الالتزام بين المسلمين والإسلام بقدر ما تقهقروا وصاروا فريسة لغيرهم، لا عن قلة يحدث لهم ذلك، ولكن مصداق قول الرسول الكريم: غثاء كغثاء السيل «يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كما تداعى الأكلة على قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن من صدور عدوكم المهابة وليقذفن في قلوبكم الوهن. قال قائل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال - عليه الصلاة والسلام -: حب الدنيا وكراهية الموت (١)».
والله المستعان وإليه المرجع والمآب.
(١) رواه أبو داود في سننه / ٤/ ٤٨٣، كتاب الملاحم. وأخرجه أبو نعيم في الحلية / ١/ ١٨٢. والحديث بمجموع طرقه صحيح.