للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن هناك نصوص على أنه أستشهد وله من العمر خمس وخمسون سنة (١)، والرواية الأولى أرجح، لأنها المعتمدة عند أكثر المؤرخين المعتمدين. وكان زيد رجلا قصيرا، آدم شديد الأدمة، في أنفه فطس (٢)، وفي رواية أنه كان أبيض أحمر (٣)، والتناقض بين الروايتين واضح، والرواية الأولى هي الصحيحة، لاعتمادها من أكثر المؤرخين الثقات.

«ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قتل جعفر وزيد بكى وقال: " أخواي ومؤنساي ومحدثاي»، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة.

«ولما أصيب زيد، أتى النبي صلى الله عليه وسلم أهله، فجهشت زينب بنت زيد في وجهه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب، فقال له سعد بن عبادة: "يا رسول الله ما هذا؟ قال: " هذا شوق الحبيب إلى حبيبه (٤)» ولا عجب في ذلك، فقد كان زيد حب رسول الله ومولاه (٥).

وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لزيد وجعفر وابن رواحة بعد استشهادهم، فقال: «اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لجعفر وعبد الله بن رواحة (٦)».

وقال حسان بن ثابت يرثي زيدا:

عين جودى بدمعك المنزور ... واذكري في الرخاء أهل القبور (٧)

واذكري مؤتة وما كان فيها ... يوم راحوا في وقعة التغوير (٨)

حين راحوا وغادروا ثم زيدا ... نعم مأوى الضريك والمأسور (٩)


(١) الإصابة (٣/ ٢٦) وتهذيب ابن عساكر (٥/ ٤٦١)
(٢) أنساب الأشراف (١/ ٤٧٠) وتهذيب اين عساكر (٥/ ٤٥٧) وطبقات ابن سعد (٣/ ٤٤)
(٣) أسد الغابة (٢/ ٢٢٧)
(٤) أنساب الأشراف (١/ ٤٥٣)
(٥) تهذيب ابن عساكر (٥/ ٤٥٤)
(٦) طبقات ابن سعد (٣/ ٤٦)
(٧) المنزور: القليل، وذلك لأنه بكى حتى فرغ دمعه
(٨) التغوير: الإسراع، يريد الانهزام
(٩) الضريك: الفقير