للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حب خير الأنام طرا جميعا ... سيد الناس حبه في الصدور

ذاكم أحمد الذي لا سواه ... ذاك حزني له معا وسروري

إن زيدا قد كان منا بأمر ... ليس أمر المكذب المغرور

ثم جودي للخزرجي بدمع سيدا ... كان ثم غير نزور (١)

قد أتانا من قتلهم ما كفانا ... فبحزن نبيت غير سرور (٢)

وقد كان لزيد صلة مباشرة متينة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد آثره زيد على أهله، كما ذكرنا في قصة محاولة فدائه، فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زيد: "ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (٣). فدعي زيد بن حارثة (٤)، ودعي الأدعياء إلى آبائهم، فدعي المقداد بن عمرو، وكان يقال له قبل ذلك: المقداد بن الأسود؛ لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه (٥).

وكان زيد يسمى: زيد الحب، لأنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم (٦). وأبو حبه (٧) أسامة بن زيد الذي فرض له عمر في العطاء أكثر مما فرض لابنه عبد الله بن عمر، وعلل ذلك عمر لابنه: "إنه كان أحب إلى رسول الله منك، وإن أباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك " (٨).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا زيد! أنت مولاي ومني وإلي، وأحب القوم إلي (٩)»، وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا (١٠)»، وقال: «أنت مولاي، ومني، وأحب القوم إلي (١١)»


(١) أراد بالخزرجي: عبد الله بن رواحة، والنزور: القليل العطاء.
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ٤٤٦) وتهذيب ابن عساكر (٥/ ٤٦٢).
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥
(٤) طبقات ابن سعد (٣/ ٤٣) وأسد الغابة (٢/ ٢٢٦) والإصابة (٣/ ٢٥).
(٥) الاستيعاب (٢/ ٥٤٥).
(٦) أنساب الأشراف (١/ ٤٦٩).
(٧) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٢).
(٨) تهذيب ابن عساكر (٥/ ٤٦١).
(٩) طبقات ابن سعد (٣/ ٤٤).
(١٠) صحيح البخاري الصلح (٢٧٠٠).
(١١) أنساب الأشراف (١/ ٤٧٠).