للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حنين، ومات عبيد عن أم أيمن، فكانت فارغة لا زوج لها، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا (١).

وتزوج زيد أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (٢). فقد أقبلت أم كلثوم بن عقبة بن أبي معيط، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة، وأم أروى هي أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب - مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخطبها الزبير بن العوام، وزيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن عفان، فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتته، فأشار عليها بزيد بن حارثة، فتزوجته، فولدت له زيدا ورقية، فهلك زيد وهو صغير، وماتت رقية في حجر عثمان. وطلق زيد أم كلثوم، فخلف عليها عبد الرحمن بن عوف، ثم الزبير، ثم عمرو بن العاص (٣). وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير (٤)، وكان قد تزوج قبلها درة بنت أبي لهب ثم طلقها (٥).

وتسلسل زوجات زيد بحسب الأقدمية: أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، ثم زينب بنت جحش، ولما طلق زينب زوجته أم كلثوم بنت عقبة، ثم طلق أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب، ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير (٦)، وهكذا سعى النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوج زيدا كرائم النساء وأقربهن نسبا به؛ لأنه حبه ومؤتمنه وموضع ثقته، ولكي يجتث تقاليد جاهلية عريقة بالية في الزواج، ولكن بعض المسلمين عادوا إلى تلك التقاليد الجاهلية البالية، فعادت إلى الحياة من جديد.

وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم زيدا على المدينة المنورة مرتين: المرة الأولى في خروجه إلى غزوة (بواط) (٧). في شهر ربيع الأول سنة اثنتين


(١) أنساب الأشراف (١/ ٤٧١)
(٢) المحبر (٤٤٦) وجمهرة أنساب العرب (١١١)
(٣) أنساب الأشراف (١/ ٤٧١) وانظر المحبر (٤٤٦)
(٤) الإصابة ٣/ ٢٥)
(٥) أنساب الأشراف (١/ ٤٧١)
(٦) الإصابة (٣/ ٢٦)
(٧) بواط: جبل من جبال جهينة بناحية رضوى، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٢/ ٢٩٧)