وعلى رأس هؤلاء الذين تأثر بهم ابن خلدون، بل نقل عنهم واعتمد عليهم، وإن لم يذكر ذلك صراحة (ابن حزم الأندلسي).
بل إن الأمثلة التاريخية التي قدمها ابن خلدون، ليبين بها:" ما يعرض للمؤرخين من المغالط والأوهام، وذكر شيء من أسباب ذلك " قد اقتبس بعضها من موسوعة "الفصل" لابن حزم. وليس هذا فحسب، بل إن ابن خلدون قد اقتبس نقد ابن حزم لهذه الأغلاط والأوهام.
وإن أوفى مقارنة لما كتبه ابن حزم، وهو ينقد التوراة، في كتابه العالمي "الفصل في الملل والأهواء والنحل" ومقدمة ابن خلدون ستوضح لنا مدى اقتباس ابن خلدون عن ابن حزم. حتى في الشواهد والأمثلة، وقد بسطنا ذلك بسطا كافيا في كتابنا عن ابن حزم الأندلسي وجهوده في البحث التاريخي والحضاري (١).
ولعل ابن خلدون قد أفاد أيضا من الطرطوشي صاحب سراج الملوك، والحق أن ابن خلدون كان قفزة كبرى، ومنعطفا جديدا وخطيرا في مسيرة المنهج التاريخي.