للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما أوعد الله بسقر لمن قال: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (١) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر. ولا يشبه قول البشر.

قوله: (قديم بلا ابتداء)

هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه عليه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء. وأسماء الله توقيفية، لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام؛ لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره، وإن كان مسبوقا بالعدم، كما في قوله سبحانه: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} (٢) وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف، وهو قوله: (قديم بلا ابتداء)، ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى؛ لعدم ثبوته من جهة النقل، ويغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز وجل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} (٣) الآية، والله ولي التوفيق.


(١) سورة المدثر الآية ٢٥
(٢) سورة يس الآية ٣٩
(٣) سورة الحديد الآية ٣