للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو صلى -صلى الله عليه وسلم على دين التوحيد والإسلام لا اليهودية ولا النصرانية، كما أن إبراهيم كذلك، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكن بعثت بالحنيفية السمحاء (١)».

وأخبر الله سبحانه وتعالى مخاطبا محمدا صلى الله عليه وسلم أنه شرع له من الدين ما وصى به الأنبياء قبله وصية واحدة، وهي إقامة الدين الحق {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (٢).

ثم يخبر الله تعالى أن دين الأنبياء جميعا دين واحد وملة واحدة، وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فيقول {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (٣) {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (٤). {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} (٥) {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٦).


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ٢٦٦، الخطيب البغدادي في الفقيه والتفقه ٢/ ٢٠٤.
(٢) سورة الشورى الآية ١٣
(٣) سورة المؤمنون الآية ٥١
(٤) سورة المؤمنون الآية ٥٢
(٥) سورة النساء الآية ١٦٣
(٦) سورة النساء الآية ١٦٤