للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك. أعتق الله ربعه من النار، فمن قاله مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار (١)» رواه الترمذي وأبو داود عن أنس - رضي الله عنه - وورد أيضا في فضل هذه الكلمة أنها ترجح بالسيئات بل بجميع المخلوقات إلا ما شاء الله، فروى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا رب كل عبادك يقولون هذا». وفي رواية قال: «لا إله إلا أنت إنما أريد شيئا تخصني به. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله (٢)». وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن نوحا - عليه السلام - قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لفصمتهن لا إله إلا الله (٣)» وروى الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو حديث صاحب البطاقة الذي يدعى يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا- يعني من السيئات- ثم يخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة (٤) فأنت ترى هذه النصوص الصحيحة قد أفادت النجاة والفوز لأهل هذه الكلمة، ولكن لا بد من تحقيقها، والعمل بمقتضاها، فإن هذه الأدلة المطلقة تحمل على الأخرى التي قيد فيها الإتيان بالشهادتين بالإخلاص والصدق. . . الخ لتكون بذلك مؤثرة في العمل والسلوك.


(١) انظر سنن الترمذي مع تحفة الأحوذي ٩/ ٤٧٢. وسنن أبي داود برقم ٥٠٦٩ واللفظ له.
(٢) هو في موارد الظمآن برقم ٢٣٢٤ ومستدرك الحاكم ١/ ١٢٨.
(٣) هو في مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر برقم ٦٥٨٣ وكذا رواه الحاكم ١/ ٤٨ وصححه ووافقه الذهبي.
(٤) هو في سنن الترمذي مع التحفة ٧/ ٣٩٥ وكذا رواه أحمد في المسند ٢/ ٣١٢ وابن ماجه برقم ٤٣٠٠.