للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام لا يعرف المحاباة والمداهنة، فالناس أمام الشرع سواسية. والعدل مطبق على الجميع، لا فرق بين فرد وفرد بل حتى الأعداء يظفرون بالعدل والمساواة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (١).

والقضاة هم المعنيون بالدرجة الأولى بتطبيق العدل والإنصاف فنفذوه أروع تنفيذ وحققوه في ربوع المجتمع بأحسن وأجلى صوره منذ أقدم العصور الإسلامية، وعلى شتى مراحل التاريخ الإسلامي.

لقد عرف الإسلام العدل قبل الثورة الفرنسية التي نادت بحقوق الإنسان وحريته، فما أعظم الإسلام، وما أحرانا بالرجوع إليه واللوذ بكنفه الرحيم. وصدق الله العظيم {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (٢).


(١) سورة المائدة الآية ٨
(٢) سورة المائدة الآية ٥٠