الذين يجعلون من خلق الله أنداد يدعونهم ويتضرعون إليهم، ويقبلون أعتابهم ويحجون إليهم، ويقسمون بهم، وينادونهم عند الشدائد وحال الرخاء، ويدعون الناس إلى اتباعهم على ذلك الشرك برب العالمين، ويظهرون للناس أن ذلك من محبتهم ومن حقهم على الناس. ويخترعون لذلك المناسبات العديدة والذكريات الموسمية، ويؤلفون لهم مناسك تتلى بكل مناسبة، ويسوقون استدلالا على ذلك حشدا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص الخرافية والرؤى المنامية، بل وأحلام اليقظة، حيث يصرحون أنهم يرون من يزعمون محبته وتلقوا عنه العديد من النصائح والأوراد والبشارات وقصدهم في ذلك التشبيه على العامة والتغرير بهم لنهب أموالهم وطلب المنزلة عندهم واستعبادهم لهم إلى غير ذلك من الأغراض الدنيئة والمطامع السافلة.
وعلى شاكلة هؤلاء في قول الزور وصناعة الإفك لقصد الإفساد ونشر الفساد قوم منحرفون فكرا وسلوكا وعقيدة وخلقا، وهم الداعون إلى تبرج النساء واختلاطهن بالأجانب والخروج على شريعة الله وهدي رسوله في شتى الميادين، شعارهم الدعوة إلى التجديد والتطور والتحرير وتحصيل حقوق النساء المسلوبة - زعموا - وحقيقتهم رفع شعار العلمانية والمناداة بالمبادئ الماسونية والولع بما كان عليه الكفار شرقا وغربا من انحراف وهمجية اتباعا للهوى وذلة للأعداء وإشباعا للشهوات وحبا للباطل، ومن عظم البلية وشدة الفتنة أنهم يستدلون على باطلهم وأهوائهم المنحرفة بنصوص شرعية - مع عدم إيمانهم بها على الحقيقة - يسوقونها في غير سياقها الشرعي ويحرفون فيها الكلم عن مواضعه ويضربون بعضها ببعض وغالب ما يستدلون به منها منقول من كتابات أسيادهم المستشرقين وغيرهم من شياطين الإنس الذين خاضوا المعركة ضد الإسلام منذ سنين طويلة وفي أمصار عديدة؛ فصار شأن هؤلاء اليوم بين المسلمين شأن سلفهم من المنافقين في عصور الإسلام الأولى الذين يأخذون شبهاتهم وأفكارهم من اليهود