للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال: ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم (٥)».

وقد بين سيدنا أبو بكر، رضي الله عنه، وجوب الأخذ على يد الظالم مبينا الأمر في غاية الدقة في موضوع آية اشتبه على كثير من الناس تفسيرها، فعنه - رضي الله عنه - قال: " يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (٦)

وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول.

«إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه (٧)».

* * *

وبعد فإنه لا بد من:

١ - الدعوة إلى الخير، وذلك واجب الأفراد، وواجب الحكومات على وجه العموم. وجوهر الدعوة إلى الخير إنما هو الدعوة إلى التوحيد، أي الدعوة إلى إسلام الوجه لله وحده، والدعوة إلى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٨) الدعوة إلى: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (٩)».

والدعوة إلى التوحيد إنما هي دعوة إلى الاستناد


(١) سنن أبو داود الملاحم (٤٣٣٦).
(٢) سورة المائدة الآية ٧٨ (١) {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}
(٣) سورة المائدة الآية ٧٩ (٢) {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
(٤) سورة المائدة الآية ٨٠ (٣) {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}
(٥) سورة المائدة الآية ٨١ (٤) {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
(٦) سورة المائدة الآية ١٠٥
(٧) سنن الترمذي الفتن (٢١٦٨)، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٣٨)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٧).
(٨) سورة الفاتحة الآية ٥
(٩) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٠٣).