للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حملاتهم على من أسموهم برجال الدين في كل المؤسسات الإسلامية، كالقضاء الشرعي والمعاهد العلمية، حتى إذا ما شوهوا صورتهم عند الناس، خلا لهم الجو ليروجوا الباطل من دعوتهم.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (١).

إن حال الذين يصرفون الناس عن الحق بهذه الحجة ليس بأفضل من حال زعيم الجاهلية الذي ذمه الله تعالى بقوله:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} (٢) {عَبْدًا إِذَا صَلَّى} (٣) {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى} (٤) {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} (٥) {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (٦) {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (٧).

أو كشأن الجاهلي الآخر الذي نهى الله عن طاعته فقال:

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (٨) {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (٩) {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} (١٠) {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (١١) {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} (١٢) {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (١٣).

فعلى أبناء المسلمين أن ينتبهوا لما يدبر لهم من أخطار، وعلى كافة الأمة الأخذ على أيدي السفهاء. . . وعلى علماء الأمة بيان حالهم الذي يسهل كشفه حتى لو احتمى بعض هؤلاء " بالتقية " وإظهار التكيف مع الأوضاع الجديدة، وعلى أولياء الأمور ورجال الدعوة معرفة المندسين والمدسوسين مهما احتموا بحصون النفاق والمسايرة، وإن معرفتهم يسيرة إذ يقول الله تعالى فيهم:

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} (١٤) {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (١٥).


(١) سورة يوسف الآية ٢١
(٢) سورة العلق الآية ٩
(٣) سورة العلق الآية ١٠
(٤) سورة العلق الآية ١١
(٥) سورة العلق الآية ١٢
(٦) سورة العلق الآية ١٣
(٧) سورة العلق الآية ١٤
(٨) سورة القلم الآية ١٠
(٩) سورة القلم الآية ١١
(١٠) سورة القلم الآية ١٢
(١١) سورة القلم الآية ١٣
(١٢) سورة القلم الآية ١٤
(١٣) سورة القلم الآية ١٥
(١٤) سورة محمد الآية ٢٩
(١٥) سورة محمد الآية ٣٠