" كاحترام الحرية الشخصية " و " رفض الوصاية على الناس " و " رفض التعصب " و " البعد عن الهوس الديني ".
أما حقيقة ما يريد هؤلاء فهو شيوع الفاحشة، وإباحة المعصية، واتباع الشيطان، ومخالفة أمر الرحمن، وأصدق دليل على هذا نقول - قول الله تعالى:{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}(١).
ولنستعرض الآن بعض هذه الألفاظ التي يصرفون بها الناس عن تلقي الهدى، أو الدعوة إليه، لنرى أي مهلكة يريدها هؤلاء للمؤمنين؟ فدعوى الحرية الشخصية (التي راجت في المجتمعات الغربية) تقف في وجه الدعوة إلى الله؛ لأنهم يأخذونها بمعنى (الإباحة، لكل ما هو محظور، وإتيان كل (منكر) والامتناع عن أداء كل ما هو " معروف ". فهم بهذه الدعوة يريدون منع " الاحتساب " على أصحاب المعاصي. وهذه دعوى باطلة لأن حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، بمعنى أن فاعلي الشرور والآثام إذا تركوا على هواهم فإنهم لا ريب ضارون ومنقصون لحريات الآخرين، فإذا ترك الأمر للسكارى والمدمنين مثلا - على ما يشتهون - كما يكون الحال قبل الأخذ بالأحكام الشرعية أو حين التراخي في تطبيقها - فإنهم لن يتركوا موضعا إلا وتفوح منه رائحة الخمر، ولا يرضيهم إلا أن تكون الخمر والمخدرات في كل ركن وبيت كما كان مشاهدا.
وإذا تركت الأمور لأهل الخنا والفجور، فإنهم لا يرضون بديلا لإشاعة الفاحشة؛ لتعم رائحة الرذيلة كل الأرجاء. . . وإذا تركنا الأمر للطامعين في أموال الناس ومقدرات الأمة، من اللصوص الكبار والمرتشين والغاصبين فكيف الحال ساعتئذ؟. وقد رأى الناس منهم الويلات رأي العين!!.
أما قضية " رفض الوصاية على الآخرين " فإنها بدعة روجها العلمانيون والشيوعيون، ودعاة " الطاهوية " من الجمهوريين. . . لأن هؤلاء يريدون للمجتمع أن يكون بلا دعاة أو رعاة أو آباء مربين أو قوم صالحين، ولذا تركزت