للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمة الإسلامية لقد أثبت - حقيقة - أن له إنتاجية مضادة ويحتاج إلى إصلاح جذري عنيف (١).

ولعل المشكلة العظمى التي نواجهها هي تسليم الكثير، صراحة أو ضمنا، بأن المسلمين لكي يسايروا الرقي العالمي ويلحقوا بعجلة التقدم، فإنه لا بد أن يأخذوا بالمنهج الاجتماعي والاقتصادي الذي أفرزته الأمم التي سبقتهم على هذا الطريق، سواء في الغرب أو في الشرق، وإن تقليد هذه المدنيات هو السبيل إلى الخروج من مظاهر التخلف واللحاق بالأمم المتقدمة.

" إن نظم التعليم في البلاد الإسلامية اليوم نظم تقوم على الازدواج التعليمي، بمعنى أن بكل بلد منها نظامين للتعليم، لا نظاما واحدا، فهنالك نظام يتخذ من الدين الإسلامي محورا له، سواء سمي هذا النظام بالنظام الديني أو النظام القديم، وهناك نظام ثان، يتخذ من العلوم الحديثة محورا له سواء سمي هذا النظام بالنظام الحديث، أو بالنظام الغربي (٢).

والازدواج التعليمي - كما نعلم جميعا - وافد إلينا من الغرب، مع ما وفد إلينا منه من مخترعات تكنولوجية، ومن آراء وأفكار، كان يحكم علاقتنا بها (الإحساس بالتخلف) الذي سيطر علينا فترة من الزمن، أول لقائنا بالغرب في العصور الحديثة، وفي الوقت الذي بدأت حدة الازدواج التعليمي فيه تخف في الغرب. بدأت هذه الحدة ذاتها تزيد في بلاد المسلمين، بفعل الاستعمار الغربي، الذي أراد ذلك لحاجة في نفسه. ".

إن معظم أنظمة التعليم في البلاد العربية والإسلامية لا تزال تستمد أفكارها الرئيسية وتعالج موضوعاتها من وجهة نظر غربية صرفة، لا تشير من بعيد أو قريب


(١) م - أ - قاضى - أسلمة المعارف العلمية الحديثة، مجلة المسلم المعاصر، العدد ٣٥ ص ٣٦، ١٤٠٣ هـ.
(٢) د. عبد الغني عبود، التربية الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري، دار الفكر العربي، ١٩٧٦، ص ١٠٢