إلى الفكر الإسلامي أو إلى علمائه. فما تأثير هذا على طلابنا وموجهي التربية في بلادنا وخاصة من نعدهم ليربوا لنا أجيالنا الناشئة؟ إن التفتح على كل التجارب الإنسانية النافعة، والاستفادة منها، والتفاعل معها من واقع الواثق بفكره وذاته وثقافته، أمر ضروري ومطلوب. ولكن لا بد أن يكون في حدود قيم ديننا وظروفنا وإمكانياتنا، ولا يقتلعنا من جذورنا الثقافية أو يشككنا في مقدرتنا وشخصيتنا الإسلامية العربية. إن التعليم الذي نعطيه لأبنائنا في المدارس ليس مرتكزا على القاعدة الإسلامية ولا يستمد من الروح الإسلامية. ثم ماذا في حياتنا إلا القليل من بقايا الفكر الإسلامي والتصور الإسلامي والسلوك الإسلامي. ينبغي أن نكون صريحين مع أنفسنا، وواقعنا بعيد بعدا كبيرا عن الإسلام وإن كانت فيه بين الحين والحين في بعض بلدان العالم الإسلامي بقايا من الإسلام» (١). إن نظمنا التعليمية السائدة في العالم الإسلامي تشكوا من ضعف في غرس الفضيلة والعقيدة في الجيل الجديد. كما تشكو من تقصير في إعداد الناشئة للحياة المعاصرة لا سيما في حقل التقنيات وفي الاتصال بالحياة العملية والاقتصادية. إن نظمنا التعليمية السائدة ومعظمها مستورد من الغرب تجعل هدف التعليم حفظ المعلومات لاجتياز الامتحانات بدل أن تفسح للطالب المجال الكافي لهضم المادة والتفكير والتحقيق والتطبيق فالهدف هو المعلومات وليس الطالب. يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: «لقد أهملت المراكز التربوية كلها جانب العاطفة والحب والإيمان واعتبرته من خصائص بعض النظم التي كانت محدثة دخيلة على الإسلام والتي تنافي في نظر بعض قادة التعليم ورجال الفكر روح الشريعة الإسلامية والطريقة السلفية، مع أنه حاجة من حاجات البشر ومطلب
(١) محمد قطب، منهج التربية الإسلامية – دار الفكر بالقاهرة، ص٢٠