للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الملجأ الحقيقي الذي يحمي الحضارة العالمية جملة - والحضارات القديمة خاصة - هو في سعي الثقافات المختلفة إلى العودة إلى فواتها، وينابيعها الأصيلة، لتبحث فيها عن طريق الخلاص وليتكون من تفاعل هذه الثقافات فيما بينها بعد ذلك طريق جديد للإنسانية جمعاء، والثقافة الإسلامية التي جعلها الدين الإسلامي شاهده على الناس رحمة للعالمين، مدعوة خاصة إلى أن تعود إلى أصولها وينابيعها، حفاظا على ذاتها، وسعيا لهداية الإنسانية، بل أن ارتباطها بهويتها هو سبيلها إلى النجاح في معارك التحرير التي تخوضها، ولا سيما مع العدو الصهيوني، ومع القوى الطامعة في خيراتها.

إن الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام وأسلمة المعرفة ليست مجرد دعوة إلى تراث ماض يجب الحفاظ عليه، بل هي إلى مصدر حيوي دينامي متجدد متطور على مر العصور والأزمان، ويمتلك من المرونة في قواعده العامة المتعلقة بتنظيم الحياة ما يجعله صالحا لكل زمان ومكان، فضلا عن ذلك، فإن هذا الرجوع سيكون ربطا لحاضرنا بماضينا، وتأصيلا لفكرنا الفلسفي والتربوي، وتأكيدا لشخصيتنا الثقافية والتربوية، وتحصينا لعقول أبنائنا ضد أخطار الاستشراق ودسائس أعداء الإسلام (١).


(١) م - أ - قاضي - أسلمة المعارف الحديثة، مجلة المسلم المعاصر، العدد ٣٥ ص ٣٨، ١٤٠٣ هـ.