للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شبهات

فأما الشبهة الأولى: فقول البعض ببعد الشريعة الإسلامية

فعمر الشريعة الإسلامية يقترب من أربعة عشر قرنا. . .

لكن ذلك ليس بالنقد " الموضوعي "؛ لأن المعدن الأصيل لا يفقد ميزاته بالقدم. . . بل إن القدم مع الأصالة تشكلان أسباب نفاسته.

وشريعة الله - مع قدمها - لها هذه الأصالة. . . فلها من الثبات ما عجزت عنه أية شريعة أخرى. . . وثباتها راجع إلى ثبات مصدريها " القرآن والسنة " وهو أمر قدري قد تقرر لهما بقول الله سبحانه {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} (١) وبمثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٢)».

* * *

كما أن هذا الثبات راجع إلى ما حوته الشريعة من نصوص قطعية، ومن قواعد كلية صالحة لكل زمان ومكان.

هذا الثبات عجزت عنه دساتير العالم وقوانينه، إذ راحت تنشده ولم تبلغه. . واكتفت في هذا السبيل


(١) سورة يونس الآية ٦٤
(٢) صحيح البخاري العلم (١١٠)، صحيح مسلم مقدمة (٣)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤١٠).