حتى الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت الغروبى ثم يأتي دور مدير مكتبه الخاص ليعرض عليه من الأمور السرية ما يتيسر له عرضه. وبمناسبة الحديث عن مكتب سماحته الخاص فهو شبيه بمركز القيادة العامة التي تصدر عيها كل التوجيهات لقطاعات أعمال سماحته في المجالات العلمية والقضائية والشؤون الدينية والإفتاء وغير ذلك من الأمور السرية المختصة بأجناس المجتمع.
بعد انتهاء دور مدير مكتبه الخاص يغادر مكتبه إلى داخل بيته ليستريح قليلا ويتناول فطوره ثم يذهب إلى الإفتاء إن كان هذا اليوم من أيامها أو يذهب إلى رئاسة القضاة إن كان من أيامها حيث قسم سماحته أيام الأسبوع بين الإفتاء ورئاسة القضاة لكل واحدة منهما ثلاثة أيام في الأسبوع متغايرة يوم في الإفتاء ويوم في الرئاسة وبعد صلاة الظهر يجلس مجلسا خاصا لمن أخذ منه موعدا من القضاة لعرض ما لديه من إشكال في عمله من حيث مكانه في العمل أو ما يعترضه من إشكال قضائي فيما ينظره في قضائه أو من حيث رغبته في الانتقال أو التقاعد أو غير ذلك مما يلجأ إليه بعد الله في حل إشكاله. وقد يشترك في هذا المجلس عندي سماحته غير القضاة أشخاص من أسر ذات مكانة خاصة لا تريد الإسهام في حل مشاكلها والإشراف عليها من غير سماحته. يمكث في مجلسه هذا ما بين الساعة والساعتين تبعا لعدد من يتفق معهم على هذا الموعد ثم يتغدى ويستريح قليلا وبعد أدائه صلاة العصر يكون قد أعطى موعدا لواحد من أعضاء الإفتاء أو الرئاسة لعرض ما لديه من معاملات قضائية للنظر فيما صدر فيها من أحكام قضائية من المحاكم ثم من التمييز مما يرغب المقام السامي من سماحته التأكد من صحة الإجراءات القضائية التي صدرت بخصوصها فيستمر معه ذلك العضو حتى قبيل آذان المغرب.