يكون ذلك في بيت سماحته وقد يكون في مزرعة سماحته في عرقة. ولسماحته بعد صلاة المغرب مجلس عام يحضره كل من يريد السلام على سماحته أو الاتفاق معه على موعد خاص لعرض مشكلته لديه. لهذا المجلس من العموم ما له من حيث أجناس الناس وأصناف الأحاديث حديث في الأخبار العامة، حديث في الأحوال الجوية، حديث عن مسألة فقهية يجري طرحها للاسترشاد من سماحته عن حكمها حديث عن أحوال المجتمع من حيث التعليم أو الصحة أو المرافق العامة أو القبائل العربية وتسلسل أنسابها يستمر هذا المجلس العام حتى آذان العشاء ثم يذهب إلى المسجد ليستمع إلى قراءة تفسير ابن جرير تنتهي في الغالب بتعليق من سماحته على الدرس ثم تقام الصلاة. وبعد صلاة العشاء يختصر سماحته مع مدير مكتبه الخاص لعرض ما لديه من أعمال سرية وعامة يجري بعدها التوجيه من سماحته ببعثها لجهات اختصاصها من المؤسسات التابعة لسماحته ثم بعد ذلك يأتي موعد أحد أعضاء الرئاسة أو الإفتاء مع سماحته لعرض ما لديه من معاملات قضائية يجري التوجيه عليها بما يراه سماحته بواسطة ذلك العضو وذلك لختمها تمهيدا لبعثها للجهة التي جاءت منها ثم ينهض سماحته إلى داخل البيت لتناول ما يتيسر له من عشاء ثم ينام وهكذا يسير برنامجه مغايرا وبهذا يتضح أن سماحته رحمه الله كان يقضي ما لا يقل عن سبع عشرة ساعة كلها في خدمة المسلمين وبصفة دائمة ومستمرة لا تقطعها إجازة ولا يحول دون القيام بها أي تعلل من تعللات الآخرين فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له من الثواب والجزاء ما يؤهله لأعلى عليين.