إذا هم ألقى بين عينيه عزمة ... . . . . . . . . . . . . . . . . .
مهيبا هيبة لم يكن أصلها غطرسة أو تجبر وإنما هي مستمدة من الشعور العام عن سماحته بالقوة في جانب الحق مهما كانت الجهة التي لديها الحق، الضعيف عنده قوى حتى يأخذ له الحق والقوي ضعيف حتى يأخذ منه الحق لغيره. سمح النفس كثير التبسط مع تلاميذه وموظفيه المباشرين للعمل مع سماحته حاد الذكاء عميق الفهم كثير التروي والتأمل فيما يعرض عليه من أمر سواء كان ذلك استفتاء عن حكم شرعي أم استرشادا عن واقعة قضائية فضلا عن صلاحه وتقاه وقوة إيمانه بربه فبالرغم من انشغاله غالب وقته بأعمال المسلمين فهو تلاء لكتاب الله، دائم التهجد آخر الليل، إمام لمسجده الجامع في حي دخنة لم يعرف عنه أن تخلف في إمامته عن صلاة مكتوبة إلا إذا كان مسافرا أو مريضا. مكثت في العمل مع سماحته في الإفتاء ثلاثة عشر عاما كنت خلالها أشعر بأبوته الحانية وأفخر برئاسته الغالية وأعتبر عملي مع سماحته فترة دراسية مع أغلى شيخ أعتز بانتمائي إلى تلاميذه، فلقد درست عليه دراسة ميدانية عملية في أبواب العبادات والمعاملات والجنايات ومسائل القضاء والأقارير تشرفت فيها بالتحرير لسماحته فيما يصدر عنه من فتاوى وقرارات قضائية وكان لي مع سماحته رحمه الله جملة ذكريات أذكر منها ما يلي: أ- حينما نجتمع بسماحته في مكتبه في الإفتاء تعرض عليه بالتتابع ما لدى كل واحد منا من معاملات ثم التحرير عليها وكان يبدي ملاحظته إما من حيث الصياغة واللغة أو من حيث المعنى أو من حيث العدول عما تم التوجيه من سماحته بالتحرير عليها وكان رحمه الله يستشعر التضايق نسبيا من إعادة النظر في التحرير لتلافي