الإسلام إلا أن توفر القناعة في أمانته وثقته وعدالته مقصورة على من يعرفونه ومن يعرفون من يعرفونه أما من يجهله وما أكثرهم في بلادنا وفي غير بلادنا من البلدان الإسلامية فقد يكون تردد في قبول النقل ما لم يعز إلى جهة الأخذ منه سواء كان ذلك من رسائل مشهورة أو من رسائل مخطوطة في مكتبة من المكتبات التي أخذ منها. ولم يعز رحمه الله شيئا من مجموعه فإذا ترون سماحتكم إصدار شهادة توثيق لسلامة ما نقله عن شيخ الإسلام منكم ومن الشيخين عبد الله بن حميد وعبد العزيز بن باز ليكون ذلك أدعى إلى القبول العام فلم يستصوب سماحته هذا الاقتراح ورده بقوله إن كان ما تريد نسختك فرجعها لنا والحمد لله بأن الأمر كما اطمأن إليه سماحته فلم يكن شيء مما كنت أتخوفه ولم يكن اقتراحي هذا مزعزعا عقيدته في هذا المجموع واعتباره من أنفس الأسفار.
ح- قلت عن سماحته بأنه يعاملنا معاملة الوالد مع أبنائه من حيث التبسط ورفع الاحتشام أذكر أنني أنا وأحمد بن قاسم مع سماحته بعد العصر في الطائف في منطقة الهدي لعرض ما لدي من معاملات على سماحته كالمتبع وفي رجوعنا وجه الكلام لأحمد بن قاسم فقال له يا أحمد أمك جاءت بولد ليس أخاك ولا أختك فمن هو فبهت أحمد من هذا وقال خلها في قبرها عفى الله عنك وبعد أن أتاح لنا فرصة التأمل قال هو أنت يا أحمد جاءت بك أمك فتنفس الصعداء وقال الحمد لله فرجت عني جزاك الله خيرا.
ط- كان رحمه الله يحب النكتة ويسترويها ويرويها فقد صار من بعض الزملاء أن اجتمع لديه اثنان من فراشي الإفتاء فذكرهما أن الصوم يصير في الصيف والشتاء وكذلك الحج وهكذا فإن السنة تستدير