عن نفسه فقال كنت في آخر العام الثاني من ولادتي فدخلت والدتي غرفة نومها فرأيتها تبحث عن شيء فظننت أن ذلك الشيء الذي تبحث عنه مكحلتها فأشرت إليها أن المكحلة في طاق الغرفة ففرحت بإشارتي وضمتني ضمة لا أزال أتذكرها حتى يومي هذا.
ولقد قلت في حديثي عن خلق سماحته أنه ثابت الرأي قوي العزيمة يتخلق بهذا ويحب أن يراه في الآخرين، خرجت مع سماحته قبيل أذان الظهر في يوم من الأيام من الإفتاء إلى بيته ويدي في يده فقال لي من أي قبيلة يا عبد الله فقلت من الحراقيص إحدى قبائل بني زيد القبيلة القضاعية القحطانية فقال ونعم هكذا نعرف ولكن سمعنا من آبائنا ومشائخنا أن بني زيد أشراف وأن زيدا نزح من الحجاز إلى نجد واستقر بشقراء وتفرع عنه من ينتسبون إليه الآن فقلت له يا سماحة الشيخ نحن لسنا في شك من نسبنا والناس مؤتمنون على أنسابهم ولا يعرف هذه المقالة أحد من بني زيد وهم مجمعون ومطمئنون على أنهم قبيلة قحطانية من قضاعة فقال بارك الله فيك يا ولدي يا زين الصلابة والثبات الأمر كما ذكرت وما يتردد في الثبات على أمر إلا من كان على غير أساس.
ز- قلت عن سماحته أنه كان ذا إيمان قوي بما يتجه أو يوجه إليه وذا عزيمة صارمة قوية لما يصير عليه أذكر مثالا لصلابته في الرأي وثباته. قام فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله بجمع ما تيسر له جمعه من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية واستصدر سماحة الشيخ رحمه الله أمرا من الملك سعود رحمه الله على طباعته على نفقته الخاصة وبعد تمام طبعه وتوزيعه قلت لسماحته: لا شك أن الشيخ عبد الرحمن ثقة ثبت أمين فيما ينقله عن شيخ