للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى بالياسر المقامر، وقيل للمقامر ميسر، وكان مجاهد يقول نحو ما قلنا في ذلك، ثم ساق - رحمه الله - جملة من الآثار عن مجاهد ومحمد بن سيرين وغيرهما أن القمار من الميسر (١).

وقال القرطبي: الرابعة قوله تعالى: والميسر الميسر قمار العرب بالأزلام، قال ابن عباس: كان الرجل في الجاهلية يخاطر الرجل على أهله وماله فأيهما قمر صاحبه ذهب بماله وأهله فنزلت الآية. وقال مجاهد ومحمد بن سيرين والحسن وابن المسيب وعطاء وقتادة ومعاوية بن صالح وطاووس وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وابن عباس أيضا: كل شيء فيه قمار من نرد وشطرنج فهو الميسر، حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب، إلا ما أبيح من الرهان في الخيل والقرعة في إفراز الحقوق على ما يأتي. وقال مالك: الميسر ميسران؛ ميسر اللهو وميسر القمار، فمن ميسر اللهو النرد والشطرنج والملاهي كلها، وميسر القمار ما يتخاطر الناس عليه، قال علي بن أبي طالب: الشطرنج ميسر العجم، وكل ما قومر به فهو ميسر عند مالك وغيره من العلماء (٢).

وقال ابن كثير: وقال موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: الميسر هو القمار، وقال الضحاك عن ابن عباس قال: الميسر هو القمار، كانوا يتقامرون في الجاهلية إلى مجيء الإسلام، فنهاهم الله عن هذه الأخلاق القبيحة، وقال مالك عن داود بن الحصين إنه سمع سعيد بن المسيب يقول: كان ميسر العرب في الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين (٣).


(١) تفسير ابن جرير ٢/ ٢٠٨.
(٢) تفسير القرطبي ٣/ ٥٢ - ٥٣.
(٣) تفسير ابن كثير ٢/ ٩١ - ٩٢.