للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشعراء فقد كان أبوه ثابت شاعرا وكان جده المنذر شاعرا وجد أبيه حرام كان شاعرا وكان عبد الرحمن بن حسان شاعرا وكان حفيده سعيد بن عبد الرحمن شاعرا وكانت ابنة حسان شاعرة فكان حسان في هذا البيت واسطة عقد الشعراء في تلك الأسرة الشاعرة.

وقد حدثوا أن حسانا قال يوما:

وإن امرأ يسمي ويصبح سالما ... من الناس إلا ما جنى لسعيد

قال ابنه عبد الرحمن:

وإن امرأ نال الغنى ثم لم ينل ... صديقا ولا ذا حاجة لزهيد

وأنشد بعد ذلك حفيده سعيد:

وإن امرأ لاحى الرجال على الغنى ... ولم يسأل الله الغنى لحسود

كما حدثوا أن شاعرنا أرق ليلة فقام يعالج الشعر فقال:

وقافية عجت بليل رزينة ... تلقيت من جو السماء نزولها

وانقطع الإلهام عنه فلم ينطق فقالت ابنته: أو أجيزك؟ فقال لها: وعندك ذلك؟ قالت: نعم قال: فافعلي، فقالت:

يراها الذي لا ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها

فهاج حسان وقال:

متاريك أذناب الحقوق إذا التوت ... أخذنا الفروع واجتنينا أصولها

فقالت:

مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا ... كرام معاط للعشيرة سولها

وشهد الأصمعي لعبد الرحمن بن حسان بالشاعرية السباقة في قوله في وصف السحاب:

كأن الرباب دوين السحاب ... نعام تعلق بالأرجل

وكانت شاعرية عبد الرحمن مبكرة حيث قالوا: إن معلم الصبيان أراد معاقبته على تأخره عن موعد الحضور إلى المكتب فقال عبد الرحمن وهو صبي معتذرا:

الله أعلم أني كنت منتبذا ... في دار حسان أصطاد اليعاسيبا