للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا وأشباهه مما لا سبيل إلى إحصائه دليل على أن القوم ما اعتقدوا قرآنا، سوى هذا الذي هو حروف منظومة، وآيات معلومة، وكذلك من بعدهم من أهل الإسلام، وكلامهم في هذا كثير، وما علمت أحدا من أهل الإسلام جحد كون هذا قرآنا: سوى هذه الطائفة، ثم أجمعوا مع المسلمين على أنهم متى تلوا آية، قالوا: قد قال الله كذا، وقول الله هو كلامه.

وأجمع (١) المسلمون على أن القرآن يقرأ، ويسمع، ويكتب، ويحفظ، وهذه الصفات [لا نؤلها] (٢) بما لم ينزل إلينا ما لا يدري ما هو، وأجمعوا على أن القرآن: أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه معجز للنبي-صلى الله عليه وسلم- الذي يتحدى الله الخالق بالإتيان بمثله، وعجزوا عنه.

وأجمعوا: على أن في القرآن ناسخا، ومنسوخا، ولا يتعلق ذلك إلا بهذا النظم.

وأجمعوا: على أن القرآن الذي يشترط قراءته في الصلاة، ويمنع الجنب من قراءته، والمحدث من مسه، ويمنع من السفر به إلى أرض العدو، [هو هذا] (٣) دون غيره.

وأجمعوا: على أن الوقوف الموقوفة على قراء القرآن أو على كتبته، أو على حافظيه يصرف إلى من قرأ هذا، وكتبه وحفظه.

وأجمعوا: على أن تفسير هذا الكتاب يسمى: تفسير القرآن، وأن قارئه يسمى: قارئ القرآن، وأن من يقريه يسمى: مقرئ القرآن، وأن


(١) أي من جاءوا بعد القرون الثلاثة كما أجمع عليه أولئك من قبلهم.
(٢) في الأصل "لا تعلو لها" ولا معنى لها، ولعل الصواب ما ذكرناه.
(٣) في الأصل "هذا" ولعل الصواب ما ذكرناه ليتم المعنى، وتكون الجملة خبرا لـ "أن".