للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن في أولها: ألم، وهي حروف، وزعم بعض متحذلقي هذه الطائفة أن: ألم، ليست حروفا، وإنما هي أسماء للحروف، فخالفوا النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، والأمة، فإنهم يسمون هذه حروفا، ثم لا ينفعه هذا، فإن أسماء الحروف: حروف، فالألف ثلاثة أحرف، واللام ثلاثة أحرف والميم ثلاثة أحرف، إنما هي تسعة، (١) فتحذلق (٢) فزلق كما قيل.

هكذا كل أخي حذلقة ... ما مشى في مس إلا زلق

ثم أي شيء يفيده ستر (٣) واحد إلى كون: ألم حروفا مع تسليمه، ما بعدها إلى آخر السورة حروف، فإن ذلك ثلاثة أحرف، والكتاب خمسة أحرف، وكذلك ما بعدها، فلو صح ما قالوا لم يفده قليلا ولا كثيرا على أن القوم ما نزاعهم في أن هذا القرآن حروف، وهذا شيء لا يمكن جحده، إنما جحدوه بالكلية، فقالوا ما هذا قرآنا أصلا. فإن سلم المتحذلق أن هذا قرآن، ولكن قال: لا أسميه حروفا كان [موافقا] (٤) في المعنى، مخالفا في التسمية، فلا فائدة في النزاع فيه.

وقال (٥) بعضهم: هذا الكتاب قرآن لكنه مخلوق، والقرآن القديم في نفس الباري، فوافق المعتزلة في أن القرآن مخلوق. وادعى دعوى فرق


(١) يقال: تحذلق الرجل إذا ادعى أكثر مما عنده.
(٢) في الأصل (فتحلق) ولا معنى لها.
(٣) أي: ماذا يستفيد من نفى أحد حروف (ألم) الثلاثة مع تسليمه أنها وما بعدها حروف.
(٤) في الأصل: (موقوفا) والصواب ما ذكرناه.
(٥) أي: بعض الأشاعرة.