للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا خلاف أن الله- تعالى- قادر على إنطاق الحجر الأصم بغير مخارج ولا أدوات.

الثالث: أن يلزمهم أن يقولوا في سائر صفات الله- تعالى- حدقة، والسمع لا يكون إلا من انخراق، فإن طردوا ذلك في الصفحات كلها حدقة، والسمع لا يكون إلا من انخراق، فإن طردوا ذلك في الصفات كلها صاروا مجسمين كافرين، وإن نفوا هذه الصفات صاروا معطلين، وإن أثبتوها من غير أدوات لزمهم إثبات هذه الصفة- أيضا-، وإلا فما الفرق؟!. [وأما] (١) التعاقب فإنما يلزم في حق من يتكلم بالمخارج والأدوات، وقد أبطلنا هذا.

وأما قولهم: إنها (٢) متعددة، فإن أسماء الله متعددة، فإن لله- تعالى - تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٣).

وهي قديمة: نص الشافعي - رحمة الله عليه- على أن أسماء الله- تعالى- غير مخلوقة.

وقال أحمد: من قال أسماء الله مخلوقة فهو كافر.

وصفات الله متعددة وهي قديمة، وكتب الله متعددة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وهي غير مخلوقة.

فإن قالوا: هي مخلوقة؛ فقد قالوا بخلق القرآن. وقد [أجمعنا] (٤) على أنه غير مخلوق.


(١) في الأصل (وإنما) والصواب: ما أثبت، وهذا هو الرد على الوجه الثالث من الوجوه الأربعة.
(٢) هو الوجه الثاني من الوجوه الأربعة.
(٣) سورة الأعراف الآية ١٨٠
(٤) في الأصل (جمعنا) بغير همزة. والصواب: ما أثبت. المراد: إجماع المسلمين.