للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يشتمل إلا على العفص، والزاج (١)، فعل الزنادقة والطرقية المارقية.

فإن كان قولهم حقا، وجب إظهاره، وتبيينه للخلق ليصير إليه، ويعلموا أنه كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- في إظهار الإسلام وبيان شريعته وتعريفها لمن آمن [به] (٢) وصدقه، ولم يكتم ذلك عن أمته.

فهلا اقتدوا بالنبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يقتدوا بالزنادقة والمنافقين الذين أظهروا الإسلام وموافقة أهله، وأسروا الكفر والزندقة.

فإن كان قولهم حقا فقد كتموه [وداهنوا] (٣) أهل الباطل وأظهروه، وإن كان باطلا فقد أسروا الباطل واعتقدوه، فما خلوا من الباطل في الحالين، والحمد لله على العافية من بلائهم، والسلامة من دائهم.

الرابع: إن كان قولهم فكيف يحتجون به في مناظراتهم ومحاوراتهم، فإن كلام الإنسان ليس بحجة له بغير خلاف.

الخامس: أنهم نسبوا قصائد الشعر إلى قائلها، ولم (٤) يدعوا أنها قولهم، ولو ادعوا ذلك لكذبهم الناس أجمعون، ولو أن [إنسانا] (٥) سرق بيتا من الشعر ادعاه لنفسه، سمي سارقا وعيب بذلك، فكيف من يدعي أنه قال القرآن العظيم الذي اعترف بالعجز عن مثله الخلق كلهم أجمعون.


(١) الزاج: نوع من الأدوية وهو من أخلاط الحبر، فارسي معرب. لسان العرب (٢/ ٢٩٣).
(٢) في الأصل (بها) بدل (به) وما أثبتناه لعله أوضح.
(٣) في الأصل (وواهنوا) من الوهن، ولا معنى له هنا، والصواب ما أثبت.
(٤) في الأصل (ولهم) والصواب ما أثبت.
(٥) في الأصل (إنسان) بالرفع، والصواب النصب.